جوناثان الين من فاراناسي (الهند) ـ رويترز - 26/05/1428هـ
خصص فندق هندي غرفه وأجنحته للساكنين الذين ينتظرون الموت، حيث يمنح مهلة أسبوعين ليفارق الحياة وإن لم يفارقها يُطلب منه مغادرة الفندق.
"فندق موكتي بهوان" يقع على مقربة من نهر الجانج في مدينة فاراناسي الهندية، وهي المحطة الأخيرة لمسنين هندوس يأملون أن تنتهي حياتهم قريبا على واحدة من مئات المحارق التي تضرم فيها النار على ضفة النهر يوميا. ويقول بايراف ناث شوكلا المدير البشوش للنزل، أحد عدة أماكن تؤوي من يأتون للمدينة للموت: "مثلما يحتفل بقية العالم بحياة جديدة عند ميلاد طفل نحتفل نحن بالموت". ويعتقد الهندوس أن الموت في فاراناسي ونثر رفاتهم في نهر الجانج يسمح لأرواحهم بالهروب من دورة الموت والبعث وتحقيق "الخلاص". ويمكن أن تكون الفنادق ودور الضيافة التقليدية باهظة التكلفة لمن يقومون برحلة الحج الأخيرة للمدينة. ويشير شوكلا إلى أن معظمها لا يرحب بضيوف يحتضرون لا ينوون مغادرة الفندق أحياء.
ويوجد في موكتي بهوان أو "بيت الخلاص " 12 غرفة قديمة بلا أثاث تحيط بباحة في مبنى مشيد من الطوب الأحمر قبل مئة عام. ولكن المشهد أبعد ما يكون عن الهيبة. يقول شوكلا : "هنا نشهد الموت والعويل والفوضى في كل يوم، إذا أين الخوف؟ ستكون هناك حياة أخرى بعد ذلك "الموت" لذا ليس هناك ما يدعو للخوف، البكاء نوع من الحماقة". في إحدى الحجرات يجلس نارايان على الأرض ويقوم بتحمير فلفل على موقد متنقل بينما تبكي ابنته الرضيعة بسبب الدخان وبالقرب منه تستلقي والدته مانورما ديفي (80 عاما) على قاعدة خشبية فاقدة الوعي وتتنفس بصعوبة. ويضيف: "إنه كبر السن، عاشت حياة طويلة فلماذا أحزن، يسعدني أن تموت هنا". وفي النزل لا يوجد أطباء أو ممرضات أو خزانات أدوية ولكن يوجد أربعة رهبان هندوس يصلون على الموتى. ويتوفى بين 30 و70 شخصا هنا كل شهر ولكن إذا لم يمت الضيف في غضون أسبوعين من وصوله يطلب منه عادة إفساح المجال لغيره. وفي أوقات ازدحام النزل يسمح شوكلا لمن ينتظرون الموت بالإقامة في مكتبه وأحيانا يلغي شرط الأسبوعين حين تقل أعداد الوافدين.
الحمد الله على نعمة الاسلام والعقل